لندن
بدأ أمس في لندن أسبوع الشراكة التعليمية بين مصر والمملكة المتحدة بسلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع وفد مصري على أعلى المستويات والذي يزور المملكة المتحدة من مصر. وتأتي هذه الزيارة لتبني على نجاع العمل والتعاون السابق بين البلدين بعد توقيع مذكرة التفاهم بين حكومتي البلدين في نوفمبر ٢٠١٥ أثناء زيارة الرئيس السيسي إلى المملكة المُتحدة.
وتعمل المملكة المتحدة عن كثب مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية والبرلمان المصري، والمجالس الرئاسية المُتخصصة والمجلس الاستشاري الرئاسي للعلماء والخبراء، والمجلس الأعلى للجامعات والجامعات الحكومية.
وصرح جيف ستريتر، مدير المجلس الثقافي البريطاني بأن التعليم يُعد الركيزة المحورية في العلاقات الثنائية. وثمة فرص غير مسبوقة أمام المملكة المتحدة ومصر لكي يؤثروا في حياة شعوبهم. ولقد قام المجلس الثقافي البريطاني في مصر بدور رئيسي في خلق الظروف المواتية لزيادة التعاون بين المملكة المتحدة ومصر على المستويات المؤسسية والقطاعية والحكومية. وفي البداية، ظهر هذا التعاون في شكل بناء القدرات، ودعم تطوير الاستراتيجيات وإضفاء الطابع الدولي على التعليم.
وتتمثل أهم أهداف هذه الزيارة في التركيز على الامتحانات والتقييم بالمدارس، وإصلاح التعليم الأساسي، والوصول إلى فهم اقوى لمنظومة التعليم العالي بالمملكة المتُحدة وأفضل الممارسات الممكنة لتعديلها لتناسب السياق المصري، والاطلاع على سبل تطبيق الحوكمة في التعليم العالي بالمملكة المتحدة عملياً، والوقوف على أفضل الممارسات فيما يتعلق بالقبول بالجامعات، واستكشاف النظم التي قد تطور من التعليم العالي المصري، وتبادل قصص النجاح بين المملكة المتحدة ومصر في مجال التعليم وفي الوقت ذاته بحث مجالات الأولوية لإضفاء الطابع الدولي على التعليم.
وصرح السير كيران ديفان، الرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني قائلا اليوم، نحن نُكمل ما بدأناه ونحول اهتمامنا إلى الملايين من هؤلاء الذين يتركون المدارس طامحين في الانضمام إلى التعليم العالي وعالم العمل. ويصح القول بأن التعليم هو جوهر العلاقة التي تربط مصر والمملكة المتحدة. ولقد شهدنا مشاركة المملكة المتحدة بصورة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة. فمن مذكرة التفاهم بين الحكومتين والتي وُقعت خلال زيارة الرئيس السيسي في العام الماضي لدعم الإصلاحات واسعة النطاق في منظومة التعليم العالي، إلى نمو صندوق نيوتن - مشرفة وتنامي أثره حيث أنه يمثل الآن استثمارات مشتركة في العلوم والأبحاث والابتكار مقدارها ٥٠ مليون جنيه إسترليني خلال الخمس سنوات المقبلة. ومن الجلي أن التعليم يمثل أحد أولويات المجلس الثقافي البريطاني وكذلك السفارة البريطانية في القاهرة، حيث يرأس السفير جون كاسون مجموعة عمل مشتركة لضمان اتساق جهود المملكة المتحدة في مصر والاستفادة القصوى منها.
وصرح سيادة السفير جون كاسون قائلاً لا يوجد ما هو أهم من التعليم لنجاح مصر. إن بريطانيا ومصر هما شريكين طبيعيان يسعان إلى توفير مدارس وجامعات ومهارات أفضل لجميع المصريين. وتتمتع مصر بثروة من المهارات الشبابية، ويقف بجانب المملكة المتحدة مدارس وجامعات عريقة وخبرة اكتسبتها من خلال اصلاح المنظومة التاريخية لتناسب القرن الواحد والعشرين. ولقد وضع الرئيس السيسي تحدياً امامنا عندما اتى إلى لندن في ٢٠١٥ ووقع اتفاقية التعاون الجديدة في مجال التعليم. واشعر بالفخر لأن السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني قد استجابا إلى تحدي الرئيس من خلال الاستثمار في منح دراسية جديدة، وتدريب المعلمين، و شراكات جديدة مع وزارات التعليم المصرية، والمنظمات غير الحكومية والمجلس الأعلى للجامعات. وخلال هذا الأسبوع، نشهد ثمرة العمل طوال هذا العام، ففي لندن، اجتمعت أفضل العقول البريطانية والمصرية في مجال التعليم لتصميم محاور منظومة تعليم عالمية لمصر من ناحية التدريس والامتحانات والمناهج والتمويل والحوكمة والرقابة على الجودة.
وعنه فقد صرح الدكتور طارق شوقي، رئيس المجلس الرئاسي للتعليم قائلا "إنه من دواعي سروريأن نضم إلى هذا الوفد المصري لاستكشاف المشهد التعليمي بالمملكة المتحدة وتراثها.ومن الرائع أن تكون المملكة المتحدة شريكا قوىاً لمصر، حيث تقوم بجهود هائلة لإعادة تصور نظامها التعليمي."
وصرح الدكتور أشرف حاتم، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات قائلا بعد ثلاثة أعوام من العمل معاً على مشروع إصلاح التعليم العالي المصري، أصبحت المسودة الأولى للورقة الخضراء لهيئة تنظيم وتمويل التعليم العالي جاهزة للمشاورة، ويعود الفضل في ذلك إلى شركائنا من الجانب البريطاني ومنهم المجلس الثقافي البريطاني وإدارة الأعمال والابتكار والمهارات (BIS) ، ومؤسسة الجامعات البريطانية الدولية (UUKI) ، ومجلس بريطانيا الأعلى لتمويل التعليم العالي(HEFCE)، وهيئة الرقابة على جودة التعليم العالي(QAA) ومؤسسة القيادة."
ويضم الوفد كبار الشخصيات من بينهم الدكتور هلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة ميرفت الديب، المنسق العام للمجلس الاستشاري الرئاسي للعلماء والخبراء، والدكتور طارق شوقي، رئيس المجلس الرئاسي للتعليم، والدكتور أشرف حاتم، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور عز أبو ستيت، الأمين العام للجامعات الخاصة. وسوف يلتقي الوفد بعدد من الوزراء البريطانيين، وما يقرب من مائة من الشخصيات البريطانية المؤثرة في مجال التعليم من خلال هيئات الامتحانات، والجهات القطاعية، والمؤسسات الحكومية. كما سيلتقون بالسير كيران ديفان، المدير التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني، وجيف ستريتر، مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر. وسوف يزور الوفد كذلك مجلس العموم والجامعات البريطانية والأكاديمية البريطانية.