آية أبو شهبه - أحد المشاركون في برنامج مواطنون فاعلون
آية أبو شهبه - أحد المشاركون في برنامج مواطنون فاعلون

 كتبها فاطمة خير

حزنت آية بشدة حينما علمت بأنه تم اختيارها من قبل المسؤليين عن مشروع المواطن الفعال بالمجلس الثقافى البريطانى ضمن المجموعة التى ستقضى فترة الزيارة فى العاصمة السيريلانكية كولمبو ، فى أماكن مخصصة للأطفال المعاقين ، اعترضت آية واعتبرت أن التجربة لن تكون مناسبة لها ، وأنها برغم حبها للأطفال ودراستها لعلوم التربية ، ترغب فى تجربة أخرى ، ضمن زيارتها لسيريلانكا فى برنامج "المواطن الفاعل" الذى نظمه المجلس الثقافى البريطانى.

آية سيد أبو شهبة ، ذات ال23 عاماً ، القادمة من "البحيرة" فى شمال مصر، لم تكن تعرف أن تلك الزيارة ستغير حياتها إلى الأبد .

من التشجير لمساعدة الصم

التحقت آية بورش عمل برنامج "المواطن الفعال" التابع للمجلس الثقافى البريطانى فى مارس 2012 ،واستمرت كناشطة فيه طوال 2013 ، ونفذت مبادرة التشجير ، فى قرية المجد بمدينة الرحمانية ، فى محافظة البحيرة ، حيث زرعت المبادرة أكثر من ألف شجرة ، يتم رعايتها الآن من خلال أهالى القرية ، وفى الوقت نفسه شاركت آية فى مبادرة لإثراء مكتبة مركز شباب القرية بالكثير من الكتب المتنوعة ، ومشروعاً آخر للنظافة بالجهود المحلية ، وتستعد لتنفيذ مبادرة جديدة تحمل اسم "نقطة مياه" للتوعية بضرورة ترشيد المياه ، والحفاظ عليها من التلوث ، وذلك فى ست محافظات.

حملت آية أحلامها وشاركت فى رحلة برنامج "المواطن الدولى" فى سيريلانكا ، تركت توقعاتها عن البلد والرحلة بمجرد أن وصلت المطار ، وبعد أن بدأت فعاليات برنامج الزيارة ، اكتشفت أن الرحلة تحمل كثيراً من التغيير إليها .

 من تاهيرا إلى كولمبو ..

بعد يومين فى تاهيرا ، للتعرف على كل أعضاء الرحلة ،والتفاعل وتبادل الخبرات ، انتقلت آية ضمن مجموعة إلى العاصمة كولمبو ، وأمضت يوماً فى المركز الإسلامى للمعاقين  ، حيث يتم رعاية أطفال مصابين بإعاقات جسدية وذهنية مختلفة ، حتى سن السادسة عشر ، يتم رعاية الأطفال وإعادة تأهيلهم لمواجهة الحياة ، انبهرت آية عندما شاهدت ما يمكن لهؤلاء تقديمه بعد التأهيل ، رأت بنفسها مشغولات يدوية صممها ونفذها أطفال فقدوا البصر، قابلت مدربين هم أنفسهم تم تأهيلهم فى المركز الذى يقدم خدماته للمسلمين وغير المسلمين ، وبعد عمر السادسة عشر يتم تأهيل هؤلاء لعمل مشروعات خاصة بهم.

لم تكن آية تعرف بأن هذه الزيارة ستغير حياتها إلى الأبد ، فقد تواصلت بقوة مع الأطفال الصم والبكم ، وتعلمت منهم أن هناك لغة إنسانية للتواصل لا تعتمد على اللغة المنطوقة ، الأطفال الذين أحبوها للغاية ورفضوا أن تتركهم ،خاصةً ذلك الطفل الذى أهداها إحدى رسوماته، تسببوا فى قرارها بأن تتعلم لغة الإشارة الدولية ، وأنها ستقيم مشروعاً مماثلاً تحديداً للأطفال الصم والبكم .

قلب وإنسانية ويد..

بعد تجربتها فى المركز الإسلامى للمعاقين ، زارت المجموعة التى التحقت بها آية ، مؤسسة H3  فاونديشن ، والتى ترمز إلى قلب وإنسانية ويد ، المركز البوذى أيضاً يقدم خدماته لكل الديانات ، ويرعى أطفال خسروا ذويهم بالموت أو السجن أو المرض ، وكذلك مسنين يتم رعايتهم ويقومون هم أنفسهم برعاية الأطفال ، وتحكى عن الرجل المسن الذى يقطن فى المركز كى يرافق زوجته المريضة بالسرطان ، وفاءً لحبه لها ، وسجلت ملاحظتها عن النساء المسنات اللاتى لا يزلن يحتفظن بلياقتهن برغم السن بسبب العادات الصحية.

تقول آية أن أكثر ما أثر فيها فى هذه الرحلة ، هو تغير رؤيتها للحياة ، فقد تعلمت ممارسة التأمل ، وأن التعايش ممكن وضرورة فى الوقت نفسه ، وتعلمت أن الإنسانية لا دين لها ، وأن اللغة الحقيقية التى تفتح الأبواب فى هذا العالم هى لغة الابتسامة.