الأمل يعوض غياب الإمكانيات
كتبها فاطمة خير
محمد صالح خريبة، الشاب ذو ال23 عاماً،والذى لا يزال يدرس الهندسة ، أخذ يردد كلمة "الأمل" ، طوال حديثه عن رحلته التى عاد منها بعد ثمانى أيام ؛ ليزداد إيمانه بمبادرته رسوخاً ، محمد شاب من الشرقية ، حضر ورشة برنامج "المواطن الفعال" الذى نظمة المجلس الثقافى البريطانى بمصر بالتعاون مع مؤسسة "اتجاه" واختار ضمن رفاقه أن يغير مجتمعه من خلال تغيير الأفكار، ولأن التغيير فى الكبار صعب، قرر أن يبدأ مع من هم دون سن الحادية عشر ، ورأى أن بإمكانه تغيير مجتمع بأكمله، حين يبدأ الرحلة من بلدته "أبو كبير" بمحافظة الشرقية ، فقدم مع زملائه مبادرة "المليون كتاب" ، والتى تهدف إلى إعادة هيكلة المكتبات المدرسية فى بلدته، وهى الفكرة التى تولدت بعد نقاش وعصف ذهنى فى ورش برنامج "المواطن الفعال" ، واعتقد محمد حين بدأ العمل بهذه المبادرة ، أنها صعبة التنفيذ لكن صعوبتها ليست أقوى من إرادته وزملائه ؛ حتى سافر ميانمار ، البلد التى أوقعه الحظ فى حضور ورشة المواطن الدولى بها شهر ديسمبر الماضى 2013 ؛ حينها عرف أن الإمكانات الصعبة التى يعمل بها ، والظروف المعقدة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ، التى يواجهها هو وزملاؤه بشجاعة ، هى لا شىء مقارنةً بمن يحملون الأهداف النبيلة نفسها ، ويحلمون يتغيير مجتمعاتهم من خلال العمل التطوعى ، وممارسة دورهم كمواطنين فاعلين فى المجتمع ، دون أى إمكانات على أرض الواقع ، فالفرق كبير بين أن تكون إمكانياتك ضعيفة وظروفك صعبة ، وبين أن تكون بلا أى إمكانيات وفى ظروف قاسية !.
ألهم هذا محمد ، ومنحه المزيد من الإيمان بقدرته على العطاء ، وأن الأمل الذى ظنه بعيداً يوماً ما ، هو قريب للغاية وفقاً لظروف البيئة التى يعمل فيها ، ولطموحات مجتمعه ، ويتحدث محمد بحماس عن ذلك الناشط المحلى بميانمار الذى قضى 18 عاماً فى السجن ، ثم خرج ليستكمل نشاطه فى منظمته وهي واحدة من جمعيات المجتمع المدني الأكثر نشاطا في بورما ومهمتها الرئيسية هى "تشجيع الناس ان لا يخافوا". المنظمة تعمل من أجل تشجيع السلام، ووضع حد لمصادرة الأراضي والاعتراف بالتحديات والتعقيدات التي تواجه أولئك الذين يعملون من أجل السلام في البلاد. كما تحدث عن المنظمات التى بدأت عملها بفردين أو ثلاثة ثم ضمت عضويتها ألفين وثلاث آلاف فى عامين لا أكثر ، وعن المنظمات التى تعمل من خلال مكاتب صغيرة الحجم وتخدم آلاف الأشخاص فى قراهم ، ويعود ليقول بأنه ما من عقبات سيواجهونها فى مصر تشبه تلك التى رأوها فى ميانمار، وأن حلم المليون كتاب سنوياً ، والعشرة آلاف كتاب فى كل مركز للمدارس الابتدائية ، ثم الإعدادية ، ويليها الثانوية ، بات قريباً بكثير من العمل والإرادة .